زعمت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن ما سمته بالشبهة الأولية لدى حركة حماس وأفراد
عائلة المبحوح بأن الموساد الإسرائيلى يقف وراء اغتيال محمود المبحوح، تحولت إلى
تقديرات مغايرة ومفاجئة بأنه يحتمل أن يكون جهاز مخابرات عربيا ضالعا فى تصفية
المبحوح.
وكشفت جهة فى حركة حماس للصحيفة أن محمود المبحوح كان معتقلا فى
مصر عام 2003 لمدة نحو سنة. ونسبت الصحيفة إلى هذه الجهة قولها إن المبحوح كان
مستهدفا ليس من قبل إسرائيل فحسب بل فى الأردن ومصر أيضا، بحيث كان هناك - كما يبدو
- عدد كاف من الأعداء المعنيين بتصفيته. وتقرّ مصادر فى حركة حماس - سرا وليس علنا
- بأن عددا لا بأس به من الجهات والعناصر كانت لها دواعٍ تدفعها لاستهداف المبحوح،
الذى أصبح محورا مركزيا فى العلاقات بين إيران وقطاع غزة.
وسردت الصحيفة
تفاصيل التحقيق الأولى الذى أجرته حركة حماس فى قضية اغتيال المبحوح، موضحة أن هذه
التفاصيل تلقى الضوء على تنقلات المسئول عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة حتى يومه
الأخير. غير أن استنتاجات هذا التحقيق - حسب الصحيفة- بعيدة عن حل لغز القضية حيث
إن الغموض الذى يلفّ ويكتنف القضية ما زال قائما.
ويستدل من تفاصيل التحقيق
الحمساوى أن محمود المبحوح كان وصل فى الساعة التاسعة من صباح الـ 19 من الشهر
الماضى إلى مطار دمشق الدولى، حيث كان ينتظر الرحلة الجوية رقم EK 912 للخطوط
الجوية الإماراتية وهبطت طائرته فى حوالى الساعة 1430 من نفس اليوم فى مطار
دبى.
وبحسب التحقيق الحمساوى لم تكن سلطات دبى على علم بوصول المبحوح نظرا
لأنه استقل الطائرة بهوية مستعارة مستعملا جواز سفر مزور على ما يبدو.
وحسبما هو معروف وصل المبحوح إلى فندق (البستان روتانا) الفخم الذى يبعد
مسافة عدة دقائق فقط عن المطار، وذلك على متن سيارة أجرة استوقفها فى المطار.
والحديث يدور عن فندق فاخر - خمس نجوم - فيه 275 غرفة وكانت غرفة رقم 130 فى
انتظاره. وقد تسجّل المبحوح فى مكتب استقبال الفندق تحت اسم مستعار.
ولأسباب
أمنية طلب المبحوح مقدما وكعادته غرفة بدون بلكون (فرندة) وحتى بدون شبابيك قابلة
للفتح. وقام بإيداع ملف من الوثائق فى خزانة الفندق الحديدية. ثم صعد المبحوح إلى
غرفته فى الطابق الأول من الفندق ومكث فيها نحو الساعة اغتسل خلالها تحت "الدوش"
واستبدل ملابسه.
وبحسب التحقيق الحمساوى - غادر المبحوح الفندق خلال الفترة
ما بين 4.30 و 5.30 م وقالت هاآرتس إن الجهات المعنية فى حماس تعرف على الأرجح مع
من التقى المبحوح فى تلك الفترة، غير أنها ليست معنية فى هذه المرحلة بالإدلاء
بتفاصيل عن هذا الموضوع.
ومع ذلك يستدل من التحقيق أن المبحوح تناول الطعام
خارج الفندق نظرا لأنه لم يتوفر أى تسجيل لقيامه بزيارة أحد المطاعم فى الفندق أو
طلبه جلب الطعام إلى غرفته أو حتى مشروبات. ويفترض أن يكون المبحوح عاد إلى غرفته
فى حوالى الساعة التاسعة مساء، علما بأن الفترة الزمنية التى مكث خلالها خارج
الفندق حاسمة لأنه خضع خلال هذه الفترة لمتابعة خفية، على ما يبدو.
وذكرت
الصحيفة أن قائد عام شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان تميم قال بدوره إنه من المرجح أن
يكون المبحوح فتح باب غرفته بمحض إرادته أمام فريق الاغتيال، علما بأنه لم يتم
اكتشاف علامات الخلع والكسر للباب. غير أن الاعتقاد السائد لدى حماس هو أن فريق
الاغتيال كان فى انتظار المبحوح داخل غرفته فى الفندق أثناء غيابه عنها. وقد أبلغ
فريق المتابعة الخفية فريق الاغتيال الموجود داخل الغرفة بأن المبحوح وصل إلى
الفندق وعندما فتح باب الغرفة من الخارج - انقضّ عليه فريق الاغتيال.
البريد الالكترونى للمدير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]